وجهة نظر : مباراة كرة وليست معركة !مباراة عربية أخوية لا أكثر...09/11/2009 1:32:04 م معرض الصورتكبير الصورةقلم محايد
أخبار ذات صلةالفرق- لأنها مباراة مصيرية ويتحدد على ضوئها من يتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا ، حظيت مباراة مصر والجزائر التي تقام السبت المقبل بضجيج إعلامي غير مسبوق ، وشهدت تراشقا بالكلمات المكتوبة والمسموعة من كافة وسائل الإعلام في البلدين حتى وقع الكثيرون في مستنقع لا مخرج منه حتى بعد انتهاء المباراة .
- وفي كرة القدم تعودنا على الأجواء الساخنة بين الأطراف في المباريات خاصة المهمة والكبرى منها ، ولكن أن تصل الأمور كما وصلت بين الجماهير المصرية والجزائرية من خلال المواقع الألكترونية والمنتديات ، فهذا شيء يرفضه العقلاء على كافة أطيافهم وتنبذه العقول المستنيرة ، ويأباه المنطق السليم .
- وقد نلتمس العذر بعض الشيء للجماهير المتعصبة في كل مكان ، فهي تتحرك بالغريزة وليس بالعقل او الحكمة، كما أنهم في الغالب من صغار السن ويغلب عليهم التهور والطيش ، لكن لن نلتمس العذر أبدا إلى وسائل الإعلام التي من المفترض أن تكون منبر للعقل والحكمة .
- وقد انزلقت وسائل الإعلام في مصر والجزائر خلف مهاترات الجماهير ونقلتها سواء عبر الصحف المقروءة أو القنوات الفضائية أو المحطات الإذاعية ، فكانت الشرارة التي اشتعلت ولم يستطع أحدا أن يطفئها حتى الآن وتبادلت الأطراف الاتهامات والتراشق بالكلمات والصور ، وأصبح لا هم للإعلام الرياضي في البلدين إلا صب الزيت على النار المشتعلة بين الجماهير .
- ورغم محاولات العديد من الأطراف تهدئة الأجواء بين الطرفين والزيارات الرسمية وغير الرسمية التي قام بها المسؤولين للبلدين إلا أن النيران تأبي أن تنطفئ ، ويصر العديد من الإعلاميين على استمرار حالة الغليان بين الطرفين لتحقيق مصالح شخصية ، فالقنوات الفضائية تريد استقطاب أكبر عدد من الجماهير التي تستهويها هذه البرامج لتحقيق أكبر قدر من الربح المادي ، وكذلك تفعل بعض الصحف للمزيد من البيع ، حتى أصبح الأمر تجارة رائجة لسلعة رخيصة.
- لقد صور لنا الإعلام المتعصب والغير مسؤول أن مباراة مصر والجزائر عبارة عن معركة حربية بين عدوين لدودين هدفها تطهير نهائيات كأس العالم من أحدهما ، ورفع علم المنتصر على أراضي جنوب أفريقيا ، حتى ولو كان الطرفين شقيقين وعربيين.
- ولأنها مباراة كرة قدم وليست معركة حربية فواجبنا أن ننبه إلى الخطر الشديد الذي يحيق بنا جميعا من جراء هذه الممارسات الخاطئة في العمل الإعلامي في مصر والجزائر على السواء ، ولن نقول لهم توقفوا ، فهذا لن يحدث ، ولكن نقول لهم تعقلوا ، ولا تنقلوا لنا الفلتان الجماهيري ، ولا تصوروا لنا المباراة على أنها معركة نتيجتها ياقاتل يا مقتول ، ونقول للإعلام في البلدين اتقوا الله في الجماهير وتحدثوا عن منافسة شريفة ، تليق بنا كأشقاء وكعرب ، تحدثوا عن الجوانب الكروية ، ولا تجرونا إلى معارك الفائز فيها خسران.
الورقة الأخيرة
أرجو أن يكون يوم السبت 14/11 مناسبة جميلة نهنئ فيها الفريق الفائز لأنه سميثل العرب في المونديال وسنكون خلفه بكل قوة ، وعلينا أن نظهر مشاعرنا بطريقة مشروعة وحضارية لا تسيء إلى الآخرين .