مبادرة مصرية لفك الطوق عن نتنياهو

الزيارة التي قام بها رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل تمثل حدثا سياسيا مهما وهي تتخطى حدود متابعة ملف المفاوضات حول تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس وحيث يقوم التوسط المصري على قبول منهجية الربط الإسرائيلي المباشر بين ترك جلعاد شاليط الجندي الإسرائيلي الذي أسرته المقاومة الفلسطينية وبين تخفيف تدابير الحصار التي يفرضها الاحتلال على قطاع غزة في حين يظل معبر رفح مغلقا ويجري فتحه موقتا لبضعة أيام وبصورة مشروطة تحت الرقابة الأمنية لمنع نقل السلاح والمال إلى المقاومة .

المهم في الزيارة هو أنها تمثل بالتحديد مبادرة رسمية مصرية لفك الحصار عن حكومة نتنياهو وعن وزير خارجيتها أفيغدور ليبرمان الذي استبق لقاءه مع عمر سليمان بتصريحات استفزازية جديدة ضد المبادرة العربية وهو لم يتراجع عن كلامه السابق ضد الرئيس المصري ولا عن دعوته إلى نسف السد العالي وخلافا لما سبق أن أعلنه وزير الخارجية أحمد أبو الغيط فالتعامل مع ليبرمان كوزير خارجية ينطلق من لقاء سري مع رجل القرار المكلف بالعلاقات مع إسرائيل وهو رئيس المخابرات المصرية .

يعتقد الخبراء أن الدعوة الرسمية التي سلمها سليمان إلى كل من نتنياهو وباراك تعبر عن خيار سياسي مصري بتسهيل أمور الحكومة اليمينية المتطرفة وحيث قد تكون زيارة القاهرة تأشيرة لسفر نتنياهو إلى واشنطن التي يدور كلام كثير فيها عن صعوبة العلاقات الأميركية الإسرائيلية والمفارقة إن يكون السلوك المصري الرسمي نحو إسرائيل على هذه الدرجة من التهاون رغم الإهانات السياسية والشخصية التي سددها وزير الخارجية الجديد للحكم المصري ورغم المواقف الرافضة لما يسمى بالعملية السياسية وموجباتها المفترضة والتي صدرت عن نتنياهو وعن العديد من وزرائه وحيث يأنس الإعلام الحكومي المصري المنشغل بالحملات على حزب الله وأمينه العام لتصريحات إيهود باراك قائد مذبحة غزة عن العملية السياسية وشعار الدولتين الذي رفضته الحكومة الإسرائيلية صراحة ، ولذلك يرى بعض المتابعين ان تصريحات باراك تعكس توزيعا للأدوار ضمن خطة نتنياهولتوظيف وزير الدفاع والشريك الأضعف في الائتلاف الحكومي لتعويم التركيبة الحكومية اليمينية وتخطي العوائق أمام التفاهم مع إدارة أوباما .

بعض المحللين يتساءلون عن مغزى السلوك المصري وما إذا كان يتم بطلب أميركي لتثبيت التعامل مع حكومة نتنياهو بينما يشتد الضغط على الجانب الفلسطيني من خلال الشروط الأميركية التي أكدتها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والمتمثلة بإلزامية التخلي عن المقاومة بينما لا ترد الإلزامية في بحث مئات التعهدات الإسرائيلية المنسوفة منذ خارطة الطريق وفقا لتقرير الجنرال بول سيلفا المعين للإشراف على تطبيق خارطة الطريق وهو التقرير الذي نقلت الصحف الإسرائيلية أنه يثير قلقا كبيرا في تل أبيب لأنه يقدم صورة مفصلة عن السلوك الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة وعن جرائم الحرب في غزة وهو ما كشفت أمس صحيفة يديعوت أحرونوت أنه موضع نقاش ودراسة جديين في مكتب نتنياهو قبل زيارته المرتقبة إلى واشنطن وسيلفا يشغل منصب معاون القائد العام لهيئة الأركان الأميركية المشتركة والسكرتير العسكري لوزيرة الخارجية كلينتون