من يقول انها حكومة شيعية ؟!!!

منذ ان سقط نضام صدام الوحش الكاسر,والمفاهيم تضطرب على انصاف أفواه المتعلمين

والجهلة والمتصيدين في فضاء الاعلام وعلى الصفحات الصفراء والسوداء وخلف كواليس المطابخ السياسية التي تفوح منها رائحة التأمر والقتل والفساد؟
فقد سمعنا بالديمقراطية وحقوق الانسان والمرأة والعلمانية والمثلث السني والمربع الشيعي وكوردستان والمرجعية وأطياف الشعب ومكونات المجتمع والشفافية والاستراتيجية والعولمة والقولبة والمحاصصة والتوافق والتنافق والتمالق وكل ما يمكنك نحته بفجاجة من مفردات اللغة صلح المعنى او لم يصلح .ومما ابتلينا به مما صاغته ايدي حمقانا ولؤماء النواصب وصف الحكومة الحالية ب(الحكومة الشيعية )والحق ان الدولة غير الحكومة والحكومة باعتبارها تشكيلة من الساسة لادارة دولة ما لاعلاقة لها وان ادعت بالتمذهب .

عندما تخلى الحسن عليه السلام عن الخلافة في صلحه المشهور مع معاوية لم تضهر في العراق ,بل في العالم الاسلامي ما يمكن ان نسميه حكومة اسلامية ناهيك عن (حكومة شيعية )وباستثناء حكومتي دولة الجمهورية الاسلامية في ايران وحكومة طالبان .فان من الصعب الادعاء ان هناك حكومة قد تبنت المذهب الشيعي او المذهب الحنفي أطارا حقيقيا لحكم رعاياها .
لقد اضهر الصفويون الذين سيطروا على ايران وابدلوا مذهبهم بسبب اكثر ما يمكن وصفه انه محاولة للبحث عن مذهب سمح يسمح للمرء ان يراجع اخطاءه دون ان يتكبد خسائر كبيرة فكان التشيع الصفوي الذي لم يكن .رغم انف من وصفه بالحكم الشيعي .شيعيا فرغم ان وزراء السلطان الصفوي كانو خيرة المجتهدين والفلاسفة الشيعة كالداماد والبهائي الا ان عدم منح السلطان الحق لنواب الامام _كما يصنف الفقه الشيعي الفقهاء _دورهم الحقيقي في استلام راس الهرم في السلطة يشكل علامة استفهام كبرى في صدقية الصفويين في انتحال المذهب السياسي الشيعي؟وهو الذي يجعل من تقديم الفاضل على المفضول احد اهم أركانه ,سواء قلنا بولاية الفقيه ام لم نقل ......
وعندما تولى الحمدانيون الحكم قبل الصقويين كانوا قد فعلوا الفعل نفسه ونهجوا النهج نفسه فرغم وجود عمالقة الفك الشيعي وفقهاء المذهب وعلمائه الا ان السلطة بقيت في بني حمدان لم تتحول الى من هو احق منهم بها ....وباستثناء حكومة ولاية الفقيه التي بنت ايران الحالية نضامها عليه استنادا على نضرية فقيه في المذهب الشيعي ,فان وصف الحكومة الحالية في العراق بانها حكومة شيعية لهو ادعاء مقصود للطعن باتباع هذا المذهب الشريف ومحاولة رخيصة للاجهاز على حقانية هذه الفرقة الناجية في تمثيل الاسلام خير تمثيل .... ان الحكومة المبتناة على مبدأالتوافق مع الكرد ومع ابناء السنة والتي ترزخ تحت سلطان الاحتلال اشد من رزخ المواطن العادي في المحاويل او الخضر او المشرح لايمكن وفق اي تصنيف نسبتها الى مذهب معين .....كما ان وصف المولود من ابوين شيعيين بالولادة بانه شيعي ؟فيه من التسامح ,بل الشطط ومجانية الحق مقدار ا كافيا يسمح _لو قبلنا به .وصف المثلث بالموحد .لقد وردت الاخبار ان حب (علي عليه السلام)وحده غير كاف ابدا لوصف المرء بالتشيع ,فلقد كان التشيع منذ انبثاقه في حجر رسول الله صلى الله عليه واله قولا وعملا ,لامجرد لقلقة لسان او تصنيف بيلوجي حتى يتبع فيه المرء ابويه وان كان كافرا بما يعتقدان .....لقد شهد اهل العراق اشد القسوة في عهد الوحش االضلوم والعذاب مماانتسب اسما لهذا المدعي الشريف فلقد كان اشد الناس قساوة على الشيعة هم من صنف نفسه على ملتهم ,والاسماء معروفة والتواريخ والوقائع معلومة ,فقد كانت النجف تتلوى من سياط العوادي ,وكربلاء تعيش اكثر سنيها اطمئنانا تحت سلطة الدوري ,ومثلما لايمكن الادعاء ان حكومة الطاغية الخبيث هي حكومة سنية لان راسها كان يحسب نفسه على اهل السنة فانه لم يكن من المعقول والانصاف وصفها بالشيعية لان فيها من عتاة القوم ما فيها ..وصف حكومة ما بانها شيعية او سنية او مسيحية وصف خاطىء تماما ,لايمكننا ان نجعل من حسنات ادارة شخص ما او مجموعة اشخاص لدولة او حكومة او مؤسسة ينتمون بالولادة الى مذهب او دين هي نتيجة مباشرة لنجاح هذا المذهب او هذا الدين في الادارة والحكم ,وفشله ايضا لايمكن ان يكون مثابة لهذا الدين او ذلك المذهب .....
ادارة الدولة لاترتبط ابدا بحسن اداة المرء لقلبه في اعتناق المذهب الحق او سوء ادارته لمصيره في اخياره الخاطىء ,نعم ان المذهب او الدين الذي يعتنقه فرد لاثرا ينعكس على كل سلوكه فيما لو امن به حقا وسعى لها سعيها,ويمكن ان يوكون له حافزا له ان يصلح فيما لو كان مذهبه دافعا للاصلاح او ان يفسد ان كانت ملته من ملل النفاق والكفر والفجور ......لكنك مع ذلك لايمكنك ان تحمل اي مذهب صالح او طال ولا تحمل اي دين صالح او طالح ما يفعله افراده في الحياة قولا وفعلا وسلوكا من صلاح او ما يخالفه لمجر انتساب هذا او ذاك لهذا الدين او ذلك المذهب ....ان هذا المفهوم الخاطىء والمدفوع لاذهان العالم بخبث مدبر يراد منه فيما لو سقطت حكومة الائتلاف .وهي تسعى لذلك بضربات امريكية متعمدة لاتخفى الا على الموتى اثبات ما لاصحة له من ان الشيعة فشلوا في حكم العراق ,وانه قد ان الاوان لاعادة نظام البعث .وهذا هو المخطط القادم ,لقطع الطريق امام اكثر اقوى التيارات الوطنية في العراق لحكمه اذا ما دعمها الجمهور ,ما لم يفهم العالم ان فشل المنتسب لطائفة ما في ادارة ازمة ما ,لايعني ابدا وفق اي معيار نزيه فشل كل افراد هذه الطائفة ,وان نجاحه ليس بالضرورة نجاح لكل افراد مذهبه !!