لدورة الشهرية جزء لا يتجزأ من حياة المرأة، لكن أحياناً قد نرغب بتأجيل موعدها للشعور ببعض الراحة او لأسباب مهنية، أو ربما لتمضية شهر العسل براحة تامّة. إليكِ بعض النصائح.
لتعرفي ما عليك فعله، يجب أن تكوني ملمّة تماماً بكل ما تعانينه خلال فترة الطمث. عادةً، تجري الدورة بحسب تفاعلات النساء الجسدية، لكن على كل امرأة الأخذ في الاعتبار التفاصيل الصغيرة الخاصة بها.
يبدأ كل شيء عند البلوغ. من تلك اللحظة، تستطيع الفتاة ضبط دورتها الشهرية، سواءً كانت في الحادية عشرة أو في السادسة عشرة، من دون أن يولّد ذلك مشاكل في حياتها الجنسية لاحقاً أو حين تصبح أماً.
تعتمد هذه الدورة بمراحلها كافة على حسن سير الجهاز المرأة الهورموني، والغدّة النخامية على مستوى الدماغ، التي تتحكم بكل شيء. يُشار إلى أن هورمونات الدماغ هي التي تحفّز أحد الجريبات في مبيض المرأة، الذي ينمو ويولّد هورمون الأستروجين الذي يؤدي وظيفته خلال الأيام الأربعة عشر الأولى.
مباشرةً قبل الإباضة، يقوم هورمون دماغي آخر بتحرير البويضة الموجودة داخل الجريب. لتتحول إلى «جسم أصفر» يفرز البروجسترون. يُسمّى هذا الجزء من الدورة بمرحلة ما بعد الإباضة. خلال المرحلة الأخيرة، يقل إفراز الهورمونات، في حال لم تُخصَّب البويضة، ما يسبب الدورة الشهرية.
أدوية منع الحمل
يجب تركيز الاهتمام على هذه الحبوب لأنها وسيلة تساعد على تغيير مواعيد الدورة الشهرية عند الضرورة.
تطوّرت هذه الحبوب إلى حد كبير في السنوات الأخيرة على رغم أن المبدأ لم يتغير.
تتوافر فئتان من الحبوب:
• فئة تحتوي على هورمونات بديلة هدفها الحلول مكان هورموني الأستروجين والبروجستيرون الطبيعيين.
• الحبوب التي تحتوي على هورمون البروجسترون فقط.
النوع الأول من الحبوب هو الأكثر رواجاً. يهدف إلى إعاقة عملية الإباضة مانعاً احتمال الحمل وإلى التأثير على غشاء الرحم المخاطي لمنع الإخصاب. وهكذا يُعاد إطلاق الدورة الشهرية بطريقة اصطناعية، فتحدث باستمرار كل 28 يوماً. يجب بالتالي اتّباع الترتيب الذي ترد فيه هذه الحبوب في اللويحة.
أمّا النوع الثاني من الحبوب فيوصى به للمصابات بأمراض قلبية أو المدخنات مثلاً، فضلاً عن اللواتي تخطين الأربعين ويعانين خللاً في الهورمونات. يمكن زيادة الجرعة أو تقليلها، بحسب نصيحة الطبيب النسائي.
موعدها
تتمنى المرأة عادةً تعديل دورتها الشهرية لسببين رئيسين:
• كي تعاودها الدورة الشهرية أقل عدد من المرات نظراً إلى ما تقاسيه خلالها؛
• للشعور بالراحة ولأغراض مهنية: عطلةً، ألعاب رياضية، شهر عسل...
في الحالة الأولى: طُرحت في بعض الأسواق حبوب تحدد عدد الدورات الشهرية بأربع مرات في السنة. تهدف بشكل أساسي إلى توليد شعور بالراحة لا سيما لدى النساء اللواتي يعانين عوارض ما قبل الطمث. يجب بالتالي تناول هذه الحبوب باستمرار خلال ثلاثة أشهر بدلاً من ثلاثة أسابيع.
في الحالة الثانية: تعاني جميع النساء المشاكل عينها تقريباً: قضاء نهاية أسبوع مع الشريك، الاستعداد لفحص ما. باختصار قد يكون من المفيد ضبط جسمنا في بعض الأحيان. يصبح ذلك ممكناً عند تغيير توقيت تناول الحبة. يُنصح بتطبيق ذلك بمساعدة طبيب، لأن تغيير مواعيد الدورات الشهرية يؤدي إلى تغيير مواعيد الإباضة ولأن الهدف المرجو منع الحمل.
تتوافر الحبوب على شكلين:
• جرعات متساوية = حبوب من اللون عينه.
• جرعات مختلفة خلال الأيام الثمانية والعشرين. تحتوي اللويحة على حبوب من لونين مختلفين أو ثلاثة. في هذه الحالة، يجب إتباعها بلويحة جديدة تتضمن حبوباً من اللون عينه.
مثلاً: إن كنت على وشك إنهاء لويحتك وترغبين في إرجاء دورتك الشهرية لبضعة أيام. ما إن تنتهي اللويحة، اشتري لويحة ثانية واستمري في تناول خلال بضعة أيام الحبوب من اللون عينه، أي الأخيرة. ما إن تمضي هذه الأيام، توقفي عن تناولها للفترة المعتادة قبل حلول الدورة الشهرية.
إن كنت ترغبين بتعديل توقيت دورتك، وهي مهمّة غير صعبة، يكفي استخدام لويحة أخرى من دون المرور بفترة الانقطاع. لكن من المستحسن استشارة طبيب كي لا يزيد احتمل حملك.
في النهاية، الجهاز التناسلي لدى المرأة منظّم، حتى لو كان السبب في بعض المآسي التي نمر بها أحياناً، كالاضطراب، الإجهاد، التعب، المرض فضلاً عن العوارض التي تسبق فترة الطمث والتي تصيب نسبةً من النساء.
تشكّل حبوب منع العمل راحةً كبيرة بالنسبة إلى النساء، والقدرة على تغيير موعد الدورة الشهرية راحة إضافية، يجب استخدامها بحذر وليس على الدوام. للنساء اللواتي لا يتحملن أوجاع فترات الطمث، يجب اتبّاع الحبوب «الموسمية» أي تلك التي تسمح بحدوث الدورات الشهرية أربع مرات سنوياً بدلاً من 13 مرة كمعدل.
مواعيد
• اليوم الأول من الدورة: بداية الدورة الشهرية التي تدوم عادةً أقل من أسبوع.
• اليوم الرابع عشر من الدورة: الإباضة. تُحرّر البويضة بواسطة الرحم. ذلك هو أفضل يوم لمن تريد الإنجاب. خلال فترة الإباضة، يزداد حجم الثديين وترتفع حرارة الجسم. قد لا تحدث الإباضة أحياناً لأسباب مختلفة، لا سيما عندما تعاني المرأة الأنوركسيا أو فقداناً كبيراً في الوزن.
• إن لم يحدث حمل، في اليوم الثامن والعشرين، تنتهي الدورة عبر إفراز البويضة بواسطة الحيض. وهكذا دواليك.