قال باحثون بريطانيون أن أحد الجينات يقرر فيما إذا كانت الرضاعة الطبيعية
ترفع من مستوى ذكاء الطفل، وقد اتضح أن الأطفال الذين يمتلكون جين FADS2
قد حصلوا على مستوى أعلى بـ 7 نقاط في فحص الذكاء (IQ) إذا كانوا قد حصلوا
على رضاعة طبيعية، ويساهم الجين المذكور في تفكيك الأحماض الدهنية التي
ترتبط بتطور الدماغ، وتكفى تلك النقاط السبعة لوضع الطفل في فئة "الثلث
الأذكى" كما يقول الباحثون.
يذكر أن 99 في المائة من الأطفال يملكون هذا الجين، وقد استخدم الباحثون
الذين أجروا الدراسة معطيات من دراستين سابقتين حول إرضاع الأطفال في
بريطانيا ونيوزيلندة شارك فيها أكثر من ثلاثة آلاف طفل.
يذكر ان بعض الشركات المصنعة لحليب الأطفال دأبت على إضافة أحماض دهنية للحليب منذ نشر الدراستين اللتين استخدمهما البحث.
وقالت كاثرين كولينز أخصائية التغذية في مستشفى سان جورج في لندن أن الدراسة تؤكد على العلاقة بين التغذية والعوامل الوراثية.
ولاحظت كولينز أن الدراسة لم تحدد الفترة الزمنية المطلوبة للإرضاع وربما
كان الإرضاع لفترة قصيرة مفيد أيضا في هذا السياق، حسب ما قالت كولينز.
هذا وقد أظهرت دراسة سابقة أن الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية لمدة تصل إلى تسعة أشهر وأكثر زاد ذكاؤهم في مرحلة البلوغ.
وأجرى باحثون اختبارات لأكثر من ثلاثة آلاف شخص ولدوا في الفترة بين عامي
1959 و1961 من ذوي الذكاء المتميز لمعرفة الفترة التي حصلوا فيها على
رضاعة طبيعية وعلاقتها بمستويات الذكاء والقدرة على التحصيل.
وأظهرت الدراسة أن الرضاعة الطبيعية لفترة تصل إلى تسعة أشهر يكون لها أثر إيجابي على الذكاء على المدى الطويل.
وقال مؤلف الدراسة الدكتور إيريك مورتنسن من مستشفى كوبنهاغن الجامعي في
العدد الأسبوعي لمجلة الجمعية الطبية الأميركية إن نتائج الدراسة تشير إلى
وجود علاقة وثيقة بين فترة الرضاعة الطبيعية والذكاء في مرحلة البلوغ.
ووجدت الدراسة أن البالغين الذين حصلوا على رضاعة طبيعية لمدة شهر واحد
على الأقل سجلوا متوسطا قدره 99.4 نقطة في اختبارات حاصل الذكاء مع ارتفاع
المتوسط باطراد مع الزيادة في فترة الرضاعة الطبيعية.
في حين أن من حصلوا على رضاعة طبيعية لفترة راوحت بين سبعة وتسعة أشهر
سجلوا متوسطا قدره 106 نقاط في اختبارات حاصل الذكاء. وبعد تسعة أشهر من
الرضاعة الطبيعية انخفض متوسط مجموع نقاط اختبارات حاصل الذكاء في مرحلة
البلوغ إلى 104 نقاط.
وجاءت هذه الدراسة لتؤكد دراسات علمية أخرى في هذا المجال بأن الرضاعة
الطبيعية هي الأفضل لأنها الأسلوب الذي حبته الطبيعة للأم لإطعام طفلها،
وأن النصيحة المقدمة للأمهات الراغبات في العودة للعمل مبكرا بعد الولادة
ستكون التريث واستمرار الرضاعة الطبيعية لأطفالهن حتى السنة الثانية من
العمر.