يا انت

ياأنتِ
يا كوناً بعيدَ الحلمِ
خلفَ الأَنجمِ

يانهلةَ العمرِ الظميءِ
ولا تمرُّ على فمي

أَنهبتُها الدنيا وأسألُ
كيفَ تسكنُ في دمي

جنَّ الخريفُ فهلْ تجيءُ
على اخضرارِ الموسمِ؟

ياضحكةً مرَّتْ
على شفتي بليلٍ مظلمِ

أَنت التي زرعتِ منايَ
على تخومِ توهمي

رهنَ انتظارِكِ كيف سوَّغتُ
الهوى لم أعلم؟

والحبُ صمتُ الروحِ تاهَ
على مواجِدهِ عمِ

لكِ كلُّ أشعاري التي
احترقتْ وكل ترنمي

ضمِّي جناحَ الخوفِ
وانطلقي وفي صدري احتمي

فالجرحُ أعمقُ أن يضيقَ
على مداه تبرُّمي

زهوَ الفراشةِ فوق
زهرِ الروضِ رفّي وارتمي

هدأَ الحديثُ على غياهبِ
صمتهِ فتكلمي

لم تُخلقِ الدنيا لدمعةِ
شاعرٍ فتبسّمي

هذا المدى عيناكِ
يبحرُ فيهما قلبي الظمي

أنا لوعةُ الآتي
تَنظَّرَ صبحه في مأتمِ

أنا مفرداتُ الحبِ عندي
لم تمر بمعجمِ

وقفَ الزمانُ أمامَ
حرقتها ولم يتقدمِ